
عبر منظار الغنيمة
ننضج بمقدار فهمنا المبكّر للمعادلة الآتية: ليست الثقافة والأجواء الثقافية الشيءَ نفسه أبدًا، ولن يكونا
ننضج بمقدار فهمنا المبكّر للمعادلة الآتية: ليست الثقافة والأجواء الثقافية الشيءَ نفسه أبدًا، ولن يكونا
عالم ما بعد المجزرة أقسى ممّا قبلها. فحيث إنه عالم انكشاف الحقيقة بالأدلة والبراهين التي لا يُداخلها شكٌّ، إلا أنه أيضًا عالم مواجهة الناجين والباقين لعجزهم
أغلقتُ موبايلي مع وصول الصورة الأولى من تجمع أهالي المعتقلين في دمشق. أغلقتُ الإنترنت أيضًا، فما لا يصلك عبر الواتساب، أو ما شابهه من تطبيقات، سيصل في الأخبار العاجلة أو إشعارات المواقع التي أتابعها.
كشف الحجر المنزليّ أساس العطب في الذات الإنسانية المعاصرة، فحيث إنّ البيت هو الوجه المادّي للهويّة الفرديّة، وهو أيضًا الفضاء المعنوي الأوّل لها، فإنّ نبرة الرفض للحجر، أو التذمّر منه في أحيان أخرى، إنّما جاءت من إرغام الناس على الخلوّ إلى ذواتهم التي وجدوها ناقصة، وبهذا المعنى كان الرفض أو التذمّر من الحجر ليس سوى بحث عن مهرب من مواجهة الذوات لنقصانها.
Poetry dominated Syria’s cultural and intellectual production during the twentieth century. Poetry and the Lyrical are a general and deep feature of Syrian life. Poets have been perceived as belonging to the country’s most significant intellectuals for decades. Revisiting the first two decades of the 20th century, when Syria was founded as a modern nation-state after the Ottoman occupation, we find a country emerging from a nascent rurality. This place had endured centuries of occupation, famines, wars, and corrupt ruling classes. These afflictions lent the very existence of culture a connotation of luxury.
ستظل الحرب مجهولة، أو عصية على الفهم، ما لم نعط بالًا للقلق والذعر الذي عاشه الناس مرّةً، ولا يزال يتمدد مع أيامهم، ويكبر مع أجسادهم
على شكل غناء، يهبط علينا رثاءٌ ممزوجٌ بالصبر والحنين، فيُبدل المكان الآمن الذي نسكنه إلى خيمةٍ. يحذف الصوت السقف من فوقنا، والجدران من حولنا، ويضع بدلًا منها قماشًا سرعان ما تخفق الريح فيه، محوّلةً إياه إلى طبول تُقرع عليها إيقاعاتُ تلك الأغاني.
مشكلتنا الكبرى مع الألم أنه لا يصبح قديمًا، فقدرته على البقاء جديدًا وطازجًا تأتي من كونه غير قابل للنفاد، هذا غير أنه يأتي في كل مرة وكأنها أول مرة. لولا ذلك لكنا روضناه، على الأقل بالاعتياد، أو بالتقادم
المنفى سراب مكان، ما من فيزياء تراه فتفسّره، وما من لغة تحيط به فتكتبه، ولأجل ذلك يستمر الخلل: أناس يعيشون في السراب.. في أمكنة بلا جهات!
قال صديقي الذي نزل في جواري مؤخرًا إنه فهم حنيني إلى دمشق حين صار منفيًّا مثلي. صحيح أنه في منفى اختياري قابل للانتهاء في أية لحظة
ليست القراءة متعة وحسب. هي كذلك بالنسبة لحالة الجذب التي تأخذنا فيها، أو بالنسبة لبعض الكتب التي تبدو للشباب الحالم الباحث عن لحظات سحرية بمثابة انعتاق من هذه الحياة التي رُبطوا فيها بحبال قصيرة، إلى حرية مطلقة لا تعرف أي نوع من القيود
قام الفكر الغربي على أساس الفصل الصارم بين العقل والجسد، انطلاقًا من رؤية أفلاطون القائمة على وجود تمايز كبير بينهما، ثم جاءت المسيحية وعزّزت ذلك الفصل