الكتاب قصيدة واحدة. كان منطلق النص هو مساءلة الواقع الذي حوّل الناس إلى آلات خاضعة لكل الأوامر تفرضه السلطة، ولا يُبدون رفضًا أو اعتراضًا. ولأن الخضوع كان شكلًا من أشكال الحياة بدا الواقع مهزومًا بلا حرب، وبلا هزيمة! لذا كان لا بد من الحديث عن الحرب التي لم تقع والتي ولّدت كل هذا الإحباط.

يقول الشاعر في حوار معه: "قيام الثورتين التونسية والمصرية جعلني أعيد النظر في بعض مفاصل النص الأساسية، كما فتحتا أمامي خيوطًا درامية حساسة، فحيث كانت إستراتيجية الكتاب هي كتابة ما يراه سارد يعيش كابوسًا طويلًا عن حرب لم تقع، أو لا تريد أن تقع، رغم أن كل شروطها ومقدماتها جاهزة وكاملة؛ جاء البوعزيزي وأعطاني الحل، فجعلت سارد النص النائم يصحو، بعد تناوب الأحلام والكوابيس عليه، في المقطع الأخير، وقد وجد نفسه محترقًا كليًا. حريقه هو إعلان الحرب ووقوعها".