خلال الانهماك في عبور محيطات من الأفكار، ومواجهة عواصف من الأسئلة، يبدأ سبارتكوس ببناء تصوّره الخاص عن رحلة الإنسان في هذا العالم، لكنه قبل الوصول إلى إجابات شافية تنشب حربٌ ويكون أولى ضحاياها.
شارك على صفحتك
تدور الرواية حول سبارتكوس، الفتى القرويّ الحالم، الذي وجد نفسه منذ طفولته يعيش في تخيّلاته الخاصة، وعلى خلاف البشر الذين تُنضج التجارب والأيام شخصياتهم وأفكارهم انصبَّ التطوّر على خياله قبل أي شيءٍ آخر، ما أوصله إلى درجة بات فيها سبارتكوس يعيش تجربة الإنسان القديم في الغابات والكهوف بحثًا عن القوت والأمان، ومن ثم تجربة المغامر الذي تستنزفه رغبة الاكتشاف، ليصل إلى نوعٍ من التألّه حين يخال نفسه قادرًا على الخلق.
حين شبَّ سبارتكوس، اضطر إلى ترك المدرسة وأصدقائه القدامى، خصوصًا وليم والس وراديو، ليُعيل والده المريض مرضًا غريبًا منذ وفاة زوجته. يعمل سبارتكوس حارسًا لمزرعة فاكهة عملاقة، وبين أحضان الطبيعة سوف يضع قوّة خياله اللامحدود في خدمة الأسئلة التي تقلقه: الموت والحياة، الحب والجنس، قربى الكائنات الحية بعضها البعض، إلى جانب قرابتها كلها للجغرافيا، يرشده في ذلك صديقٌ سريّ يُدعى زمهرير، الذي لم يكن سوى قطعة جليد.
خلال الانهماك في عبور محيطات من الأفكار، ومواجهة عواصف من الأسئلة، يبدأ سبارتكوس ببناء تصوّره الخاص عن رحلة الإنسان في هذا العالم، لكن قبل وصوله إلى إجابات شافية تنشب حربٌ ويكون أول ضحاياها، كما لو أنّ خياله وطلاقته هدف أساسي من أهدافها. ينسى من كان، وماذا أراد، وتنقلب أحلامه وخيالاته إلى كوابيس، ما يأخذه في رحلة مضادة للرحلة التي قضى عمره في مسارها.
"عام الجليد" رواية رمزية تمتزج فيها عوالم فانتازية وفلسفية في قالب حكائي، يسير على إيقاعٍ حالمٍ، لكنه سرعان ما ينكسر ويتحوّل إلى ديستوبيا.
الابن: متى أستطيع أن آكلَ حبة الفريز التي أرسمها؟
الأب: إذا رسمتها على تراب الحديقة، وسقيتها بالماء بدلًا من الألوان.
الابن: أين تنتهي السماء؟
الأب: في الليل، عندما تتحد مع الأرض، ويصبحان قطعةً واحدةً ملأى بالأضواء.
الابن: لماذا لا نضع الماء في جيوبنا مثل السكاكر والشوكولا؟
الأب: إذا جمّدته في الثلّاجة تستطيع أن تضعه في جيبك.
الابن: هل تحفظ القطط والكلاب الأغاني مثلنا؟
الأب: بالطبع، كل هذا النباح والمواء هو أغانٍ، بعضها للأعراس، وبعضها لتنويم الصغار.
الابن: لماذا لا تُرسل الأشجار أطفالها إلى المدرسة؟
الأب: من قال ذلك؟ كلّ شجرةٍ مدرسةٌ يتعلم منها صغارها، وكذلك البشر والطيور والحيوانات. لو تعلّمنا من الأشجار لما احتجنا إلى بناء المدارس أساسًا.
الابن: لماذا لا تعود الأشياء إلى مكانها حين ننساها في مكان آخر؟
الأب: هي تعود دومًا، المشكلة أننا نظنّ أننا وضعناها في مكان آخر.
الابن: ما هي الروح؟
الأب (يعرض الأب بطاقة هويته الشخصية أمام ابنه): في هذه الهوية كلّ شيءٍ عني، لكنها من صنع بشرٍ مثلنا، وكل المعلومات التي فيها عادية. الروح بطاقة هويةٍ صنعها الله، وفيها كل الأسرار.
Al Mutawasit Publication
May 05, 2016
128
9788899687311